responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 145

وعندما تبحث في الجواب بلغتنا نراه يعني:

انا جعلنا الرجال في غير مواقعهم، وضغطنا على اصحاب المزارع من الفلاحين، فتركوا مزارعهم واتجهوا الى المدن، وبذلك خربت المزارع وضاق الناس بسياسة الدولة، وبسبب كثرة الاسراف في الاموال من جانب الامراء، قلّ العطاء، فبدأ التململ في صفوف الجيش. ذلك لأنه منذ ان تأسست الدولة الاموية على يد معاوية كان الجيش يدين بالولاء لكثرة العطاء واغداق الأموال لا لشيء آخر.

الجيش القائم على العطاء

يقول معاوية في كتابه الى الامام علي (عليه السلام):

" اما بعد فلو علمنا بان الحرب تبلغ بنا وبك ما بلغت لم يجنها بعضنا على بعض، وان كنا قد غلبنا على عقولنا فقد بقي لنا منها ما نرم به ما مضى، ونصلح به ما بقي، وقد كنت سألتك الشام على ان لا تلزمني لك طاعة" [1].

فمؤسس دولتهم هدفه لذة الفوز بالشام واللعب باموال المسلمين. مرة دخل عمرو بن العاص على معاوية بعدما كبر ودقّ ومعه مولاه وردان، فاخذ في الحديث، وليس عندهما غير وردان، فقال عمرو: يا أمير المؤمنين، ما بقى ما تستلذه؟ فقال معاوية: اما النساء فلا ارب لي فيهن، واما الثياب فقد لبست من لينها وجيدها حتى وهي بها جلدي فما ادري ايهما ألين، واما الطعام فقد اكلت من لذيذه وطيبه حتى ما ادري أيه ألذ واطيب، واما الطيب فقد دخل في خياشيمي منه حتى ما ادري ايه اطيب، فما شيء الذ عندي من شراب بارد في يوم صائف، ومن ان انظر الى بني وبني بني يدورون حولي، فما بقي منك يا عمرو؟ قال:" مال اغربه فاصيب من ثمرته ومن علته، فالتفت معاوية الى وردان فقال:" ما بقي منك يا وردان؟ فقالت: ضيعة كريمة سنية اعلقها في


[1] نفس المصدر/ ص 13.

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 145
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست