responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143

قال صباح: والله مالي حاجة ولا اسألك شيئاً الا حاجة واحدة، قال: وما هي؟ قال: ولد عيسى بن زيد، والله لو كنت املك ما اعولهم به ما سألتك في أمرهم، ولا جئتك بهم، ولكنهم اطفال يموتون جوعاً وضراً، وهم ضائعون ومالهم شيء يرجعون اليه، إنما كان ابوهم يستقي الماء ويعولهم، وليس لهم الآن من يكفلهم غيري وانا عاجز عن ذلك، وهم عندي في ظنكٍ وانت اولى الناس بصيانتهم واحق بحمل ثقلهم، فهم لحمك ودمك، وايتامك واهلك.

قال: فبكى المهدي حتى جرت دموعه، ثم قال: إذاً يكونون والله عندي بمنزلة ولدي.

قلت: ولهم امان الله ورسوله وامانك، وذمتك وذمة آبائك في انفسهم واهليهم واصحاب ابيهم ان لا تتبع احداً منهم بتبعة ولا تطلبه.

قال: لك ذلك ولهم [1].

كل ذلك كان تاريخ جهاد. فيحيى بن زيد وعيسى بن زيد والحسين ذي الدمعة ثاروا وشيدوا صرح الرسالة لبنة لبنة من اجسادهم ودمائهم ودموعهم، فحتى الدمعة كان الرسالي آنئذ يستفيد منها في سبيل توعية الجماهير، فلم يكن يبكي ضعفاً ولو كان يريد ذلك لبكى في بيته ولم يثر أبداً.

ولكن الرسالي كان يثور ويبكي ويستفيد من دمعته في سبيل اثارة الناس، كذلك كان الرساليون في التاريخ يبكون ولكن ليس مثل بكائنا بالطبع، وانما كان بكاؤهم من أجل توعية الناس واثارتهم، وهذا بكاء مطلوب.

وقبل نهاية الحديث نكرر القول ان الزيدية كانوا درعاً وحماية للحركة الرسالية في التاريخ، وهذه قضية مهمة وسوف نتكلم عن ثورة أخرى من ثورات الزيدية وهي ثورة ابراهيم ومحمد، وفي نفس الوقت سنتكلم عن دور الامام الصادق (عليه السلام) في تكريس ملامح الاسلام عبر التاريخ.


[1] نفس المصدر/ ص 280.

اسم الکتاب : التاريخ الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست