المسلم الزوجة الصالحة، والمسكن الواسع، والمركب البهي، والولد الصالح" [1] وهذا من سعادة الانسان، ولكن هل يكتفي المؤمن بهذه الاربعة فقط؟ طبعا لا، فهو يحاول ان يصل الى اعلى درجات السعادة، وحب الله تعالى من الدرجات العلى للسعادة والايمان في نفس الوقت.
اننا نقرأ على سبيل المثال في سورة المائدة هذه الآيات الكريمة: يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة/ 54) والان لنحاول ان نتدبر في هذه الآية الكريمة، انها تقول انه قد تحدث ظروف ارتداد في الامة فيما يتعلق بالمسلمين الضعاف الايمان، على ان الخطاب هنا ليس موجها لعامة الناس، ولا المسلمين وانما للمؤمنين الذين يمثلون اعلى درجات المسلمين؛ اي ان هناك ظروفا صعبة تجعل الانسان المؤمن يرتد عن دينه ارتدادا كاملا.
وفي ظروف الارتداد والتراجع والهزيمة هذه تجد رجالا وصلوا الى القمة، والله سبحانه يأتي بهم لمعالجة ظروف الارتداد، ومن صفاتهم الاساسية ان الله يحبهم، ويحبونه؛ اي انهم وصلوا الى مرحلة العلاقة المتبادلة بينهم وبين الله جلا وعلا، فتجاوزت علاقة المصالح المشتركة، وعلاقة الجنة والنار، حتى وصلت الى القمة؛
اي علاقة الحب المتبادل، ومثل هؤلاء تجدهم على طراز مختلف تماما عن الاخرين، فالانسان نجده عادة يخضع للقوة، ولكن هؤلاء يقاومونها، ونحن نجد الامام امير المؤمنين (عليه السلام) يعبر عن هذه