responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 283

تسليم مطلق:

وهكذا فان بعض الشعوب قد فطرت في الاغلب على التسليم المطلق، في حين ان هناك شعوبا اخرى جبلت على التمرد، وهذه الحالة اي؛ حالة العصيان والفوضى هي من اخطر الحالات التي تعاني منها بعض الشعوب لانها لا تسبب فقط العصيان والتمرد ضد الانظمة الظالمة، وانما قد تسبب ايضا التشرذم، والاختلاف والتمزق حتى في اطار المؤسسات الشرعية الدينية، ولا يمكن لاي شعب او مجموعة ان تنمو وتتحرر وتتطور اذا كانت تعاني من هذه الحالة السلبية، ذلك لان التقدم يحتاج الى النظام، فلو كان الانسان يعيش لوحده، او لو كان كل منا يريد ان يعيش منفردا بدون أسر او تجمعات، لما تطورت الانسانية في اي بعد من ابعادها، لان الانسان مدني بالطبع.

وهكذا فان هذه الحضارات، والتقدم العلمي الهائل انما كان نتيجة للنظام فمن دونه لا يمكن للانسان ان يقدم شيئا، ورسالات الله تعالى لم تأت لتزرع الفوضى بين الناس انما جاءت لترسخ النظام، ونحن نعلم ان كثيرا من الاحكام الشرعية والدينية انما جاءت لتربية النفس الانسانية وترويضها على قبول الطاعة والنظام.

وعلى سبيل المثال فان من ابرز اهداف الصلاة ايجاد حالة الطاعة، والانقياد عند الانسان، لان الانسان الذي يخضع لله، ويسجد له فانه يربي نفسه في الحقيقية على التسليم للحق، والاذعان للنظام والقانون الشرعي العادل، ولذلك نرى ان

الصلاة هي من اصعب العبادات على الانسان لانه متكبر وظالم بطبعه في حين ان الصلاة تربيه على حالة الطاعة والتسليم، وكذلك الحال بالنسبة الى

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 283
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست