responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 260

والقرآن الكريم يشبه هؤلاء الكافرين بأنهم يصيحون صياحا يشبه النعيق، فهم لا يفهمون ما يقولون إِلَّا دُعَآءً وَنِدَآءً، وهم صُمٌّ بُكْمٌ عُميٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ.

والملاحظ ان القرآن الكريم اكثر في هذه الايات من استخدام كلمة (العقل)، ومشتقاتها، وكأنه يريد ان يقول للانسان انك عاقل، ومسؤول، وحر، فلماذا لا تتحرك؟ فالقرآن هو كتاب الحرية، والاله الذي نعبده هو اله التحرر، والتحرر لا يمكن الا بالثورة، والثورة لا تتحقق الا عندما نعرف قيمتنا، وقيمة ربنا تعالى.

ونحن لا نتحرر بسبب الجبن المسيطر على نفوسنا، ولاننا لا نعرف ان وراءنا ربا قويا ضمن لنا حريتنا، وان الهنا هو اله القوة جميعا كما يقول تعالى: انَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً (البقرة/ 165)، فلو كنا نعرف قيمة انفسنا، وان معنا اله الحرية، والقدرة، والعطاء، ومن بيده ملك السماوات والارض، وتصريف الرياح، والفلك، لعرفنا انفسنا، ولاصبحنا اقوياء.

وخلاصة القول اننا لا يمكن ان نعبد الله عز وجل حق عبادته الا بعد ان نكفر بالطواغيت وكل الانداد، لان الاله الحقيقي لا يمكن ان يتعايش مع الانداد، ثم ان الله تعالى لا يحررنا من عبادة الطواغيت والانداد فحسب، وانما يضمن لنا بالاضافة الى ذلك حريتنا من خلال الاعتقاد بان القوة لله جميعا.

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست