responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 141

بالموت من الطفل الرضيع بثدي امه، انا لا ابالي أوقعت على الموت ام وقع الموت عليَّ"، وهذا هو النموذج الاسمى لاولياء الله، والقلب المطمئن حقا، فكل انسان مؤمن مستعد لاستقبال ملك الموت، ولذلك نجد ان موتهم هو موت الرحمة. قيل للصادق (عليه السلام): صف لنا الموت، قال (عليه السلام):" للمؤمن كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه وينقطع التعب والالم كله عنه" [1].

الفرحة الكبرى:

وهذه هي النفس المطمئنة التي لا يعتريها الخوف لانها تعرف مصيرها، وتوقن انها ستدخل على رب كريم، فالذين عرفوه، وآمنوا به، واطاعوه انما يفعلون ذلك في الدنيا والاخرة فينتقلون من دار ضيافة الى دار ضيافة اخرى التي هي دار الضيافة الحقيقية فالدنيا هي بمثابة السجن للمؤمنين، وهم يتطلعون دوما الى الانتقال للاخرة ليرون الفرحة الكبرى، فرحة الالتقاء بالله تعالى.

وهؤلاء المؤمنون لا يمكن ان يندموا او يحزنوا لان خطهم كان خطا مستقيما، فهم منذ اللحظة التي فتحوا فيها اعينهم على نور الدنيا قالوا: إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَآ أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (الانعام/ 79) فلماذا يحزنون وصلاتهم تأتيهم في صورة انسان جميل يبشرهم بالجنة، ولماذا يندمون وقد كان صومهم جُنة من النار، وانفاقهم في سبيل الله مضاعفا؟

وفي الاية التالية لقوله تعالى: أَلآ إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (يونس/ 62) يقول القرآن الكريم ذاكرا شرطين لاولياء الله: الَّذِينَ


[1] موسوعة بحار الانوار ج 9 ص 153.

اسم الکتاب : في رحاب الايمان المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست