من الملفت للنظر عند التدبر في القرآن الكريم انه يحدثنا عن الامراض والعوامل التي تؤدي الى الانحراف لكي نتقيها، ونحمي انفسنا من شرورها، وعلى سبيل المثال فان
بحث معرفة الشيطان هو بحث عميق وواسع ومتنوع في القرآن الكريم، ومما يؤسف له هو اننا لم نتطرق الى هذا الموضوع الهام كثيرا رغم ان الشيطان هو عدونا المبين، وهو الذي اقسم ان يغوي الانسان بكل طريقة ممكنة، ومع ان هذا العدو يجري منا مجرى الدم في عروقنا، ويأتينا من كل جانب؛ من بين ايدينا، ومن خلفنا، وعن اليمين والشمال، وبأساليب مختلفة الا ان هذه القضية الهامة لا تشكل موضوعا هاما في احاديثنا وبحوثنا، فنحن لانلتفت الى هذا العدو الخطير الذي اضل اناسا كثيرين جدا.
ان علينا ان نبحث عن المصائب والويلات التي سببها الشيطان على هذه الارض؛ فلماذا هلكت عاد، ولماذا أبيدت ثمود، ولماذا طغى فرعون وأغرق، ولماذا خسف الله بقارون وداره الارض؟ ... ان هذه البحوث القرآنية وغيرها هي الاهم، لان الانسان عندما يبعد نفسه عن اسباب وعوامل المرض والخطر فانه سيستطيع الاستمرار في الحياة، وفطرة الحياة تدعو الانسان الى الاستقامة. فلنبحث على سبيل المثال في الضلالة وجذورها؛ فلماذا نرى الانسان وعلى الرغم من ان الله تعالى خلقه في أحسن تقويم، واودع في ضميره الفطرة النقية، ووهب له نور العقل، وارسل اليه رسله تترى، وآياته متتابعات، وجعل العبر التي لاتحصى تحيط به ... لماذا نراه يتخذ سبيل الغواية، وينحرف عن الطريق؟
في اكثر من موضع ومقام يحدثنا القرآن الكريم عن الضلالة الاولى، ونحن اذا