(من كان يأمل أن يعيش غدا فإنه يأمل أن يعيش أبدا) [2]
. وهو الذي يقول عن نفسه وهو الصادق صلى الله عليه وآله:
(والذي نفس محمد بيده، ما طرفت عيناي إلا ظننت أن شفريَّ لا يلتقيان حتى يقبض الله روحي، ولا رفعت طرفي وظننت أني خافضه حتى اقبض، ولا تلقّمت لقمة إلا ظننت أنّي لا أسيغها حتى أغصّ بها من الموت) [3].
إن العالم الذي يتبع علمه، يعلم أن عشرات الألوف من أسباب الموت تحيط به من كل جانب ومكان، والذي يحفظه إنما هم الملائكة الذين سخّرهم الله لحفظه، وحينما يحين أجله، فإنه لا يملك حولًا ولا قوة لدفع الموت عنه، فالحفظة الموكلون به قد انتهت مهمتهم وصدر إليهم الأمر بمغادرته، فيقع حينئذ ضحية أول سبب من أسباب الموت يعترضه.
وجاء في الحديث الشريف عن الإمام علي عليه السلام:
(قطع ظهري رجلان من الدنيا .. رجل عليم اللسان فاسق، ورجل جاهل القلب ناسك، هذا يصد بلسانه عن فسقه، وهذا بنسكه عن جهله، فاتقوا الفاسق من العلماء، والجاهل من المتعبدين، أولئك فتنة كل مفتون، فانّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: ياعلي، هلاك أمتي على يدي كل منافق عليم اللسان) [4].
وقال عيسى بن مريم عليه السلام وهو يشبِّه علماء السوء بتشبيه لطيف: