responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40

وسرعة، وبغير العلم كان سيصبح محتاجاً- كما كان يحتاج نبي الله سليمان- إلى الهدهد، وكما كان الناس قديماً يحتاجون إلى الحمام الزاجل.

كذلك القدرة السمعية عند الإنسان فإنها أقل بكثير مما عند بعض الحيوانات كالحصان أو القط مثلًا، ولكن الإنسان المزوّد بالعلم إستطاع أن يخترع أجهزة سمعية كالتليفون واللاسلكي واذا به يتفوق على تلك الحيوانات بمراحل ويتمكن من سماع أصوات تحدث على بعد آلاف الأميال.

بين العلم والمال

إذن، فعند المقارنة بين العلم والمال، نجد أن المال أقل قيمة من العلم. ولو قارنّا أيضا العمل بالعلم، لتوصلنا إلى أن العمل لا قيمة له الّا اذا اهتدى بضوء العلم. لذلك تجد عليا عليه السلام في حديثه المعروف لكميل بن زياد يبين لنا أفضلية العلم على المال فيقول:

(ياكميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق.

ياكميل، محبة العلم دين يُدان به، يكسب الإنسان الطاعة في حياته، وجميل الاحدوثة بع وفاته، وصنيع المال يزول بزواله.

ياكميل، هلك خُزّان المال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدّهر) [1].

ولكن هل يستطيع العلم وحده أن يقود المجتمع ويدير شؤونه؟

وهل تنجح دولة تقام على أسس علمانية مجردة وبعيدة عن القيم؟

الإسلام يقول: كلا. فالعلم بدون التقوى لا ينفع شيئاً بل سيكون ضرره أكبر من نفعه. إن العلم طاقة كبرى، كما أن المال طاقة كبرى


[1] - بحار الأنوار، ج 23، ص 44، ح 91.

اسم الکتاب : القيادة السياسية في المجتمع الإسلامى المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست