responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 183

الفصل الاول: حقيقة العلم

انّ موقف الانسان من العلم كثيراً ما يحدّد اتجاهه في الحياة، فالعلم كأيّة قوة اخرى في الحياة قد يتّخذه الانسان سلاحاً له، وقد يتخذه سلاحاً ضده، والعلم يرفع الله- تعالى- به رجالًا فيجعلهم في الخير ائمّة، وللناس هداة، وهو الذي يجعل بعضاً من الناس في مصاف الانبياء، فبه جعل علماء امّة رسول الله (ص) كأنبياء بني اسرائيل، فيجعل منهم الفقهاء الذين فرض الله طاعتهم على عباده فرضاً.

ومع ذلك فانً العلم قد يكون ذلك السلاح الرهيب الخطير الذي نشر الرعب في العالم فاذا بالملايين من البشر يراودهم هاجس تطوّر هذا العلم، فبالعلم استعمر بعض المفسدين في الغرب والشرق ملايين المستضعفين من البشر ومن ضمنهم نحن، لأنهم سبقونا في مجال العلم والتقنية ولو كنّا مثلهم نعلم اسرار الحياة لما استضعفونا، ولما زعموا انّهم اولياؤنا في كلّ صغيرة وكبيرة.

انّ العلم هو ذلك السلاح ذو الحدّين، ونحن يجب ان نحدد موقفنا منه، فلا الرفض المطلق، ولا القبول التام، فالرفض المطلق هو الذي ادّى بشعوبنا الى حالة التخلّف والتبعيّة، وهو الذي جعل الشعوب التي يقال انّها متقدّمة ومتحضّرة تستكبر في الارض، ففي بداية هذا القرن او في نهاية القرن الماضي، كانت هناك معابد اقيمت في البلدان الاوروبية لعبادة العلم، فانخدع الناس بهذه الآلة الجديدة فجعلوها معبوداً مطلقاً وتركوا القيم والمعنويات، فاعتقدوا انّهم ماداموا متقدّمين في العلم فقد حقّ لهم ان يكونوا قادة للناس، ومستكبرين في الارض.

وهكذا لابدّ ان نتّخذ بين الموقفين موقفاً معتدلًا؛ فالعلم هو خادم للقيم، والمحقّق لاهداف الانسان العليا، أما العلم الذي يقف في مواجهة القيم فهو

اسم الکتاب : المعهد الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 183
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست