responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89

وبالتالي ان يكون انسانا متكاملا، وفي هذه الحالة سوف لايستطيع العدو ان يقهر امة تلقى ابناؤها مثل هذا التدريب والتربية.

وهكذا يجب على المنتمين الى الحركات الاسلامية ان يكونوا متكاملين، وقادرين على مقاومة الضغوط، والسيطرة على الحياة في جميع نواحيها، وبذلك يضمنون هزيمة افراد العدو امامهم ذلك لان رجال السلطة انما يعملون من اجل بطونهم وراحتهم، ولذلك فان من غير الممكن ان يصلوا الى مستوى اولئك الثوار الرساليين.

الانتصار لايتحقق بالاحلام والتقاعس:

اما الحركات التي تحلم بالثورة والانتصار دون ان تربي افرادها على الخشونة، والعمل الجدي المتواصل وفي مختلف الابعاد فانها ستظل عائشة في احلامها هذه حتى يدركها الموت والانقراض، فالله- تعالى- لايعطي الدنيا الى مجموعة من الكسولين، الفاشلين في الحياة، فقد ابى- سبحانه- الا ان يجري الامور بأسبابها الطبيعية. فمن الخطأ الفاحش ان نفكر ان الثورة على الابواب، وان الانتصار قادم، بل علينا ان نفترض ان الانتصار بعيد، ثم نخطط على هذا المستوى، آخذين بنظر الاعتبار مقولة الامام علي (عليه السلام) المعروفة:

" اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا".

وهكذا فان علينا ان نصنع من اللاشيء شيئا، واذا ما اردنا القيام بثورة فعلينا ان نعلم ان الثورة تعني بناء جديدا، ولا تعني بأي حال من الاحوال ان تخلد الى الراحة في بيتك، وفي الصباح تسمع من الاذاعة بيانا بحدوث انقلاب عسكري، فهذا الانقلاب لايمكن ان يقع الا بتعاون مع الاجنبي.

ان تلك الحركات التي تتصور انها تستطيع قلب نظام الحكم من خلال القيام باصلاحات فوقية، ودون ان يكون لها رصيد من القوة العسكرية والتنظيمية قد اثبتت

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست