responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 83

وفي المقابل قد تتجه الثورات عند شعوبنا اتجاها آخر قبل انتصارها الا وهو ترك

البناء، والغاء دوره اساسا، وتركيز الاهتمام بالهدم، كأن تكثر الثورة من بعض ممارسات الجهاد السلبي كنشر المنشورات، والقيام بالاعمال الانتحارية، وبث الدعايات المضادة للسلطة دون ان تفكر في بناء خلايا حصينة لايستطيع العدو النفوذ فيها، ودون ان تصب اهتمامها على بناء التشكيلة الثورية المتكاملة التي تتوزع بين خلاياها مهام القيام بالانشطة المختلفة للثورة.

وللاسف فان اكثر الحركات الثورية لاتقوم بمثل هذه الاعمال الايجابية بل تكرس اهتمامها على عمليات الاغتيال، ونشر الدعايات المضادة للسلطة بين الجماهير، في حين ان هذه الجماهير بحاجة الى من يوجهها، وينشر الوعي بين صفوفها، فان لم تجد مثل هذه الانشطة عند الثوار فانها ترى نفسها مضطرة للبقاء مع السلطة.

ولذلك فان هذه الحركات محكومة دوما بالفشل لانها تفكر بالهدم فقط دون البناء، ولذلك فاننا بحاجة قبل الانتصار الى كيان ثقافي متكامل؛ اي مجموعة متكاملة من المثقفين في جميع المجالات الفكرية، يمارسون عملية تثقيف وتوعية الجماهير من خلال الكتب، والمنشورات، والدراسات، والمجلات الدورية ...

الحاجة الى شبكة تنظيمية متكاملة:

وبالاضافة الى ذلك فان الحركة الثورية بحاجة الى شبكة تنظيمية متكاملة؛ أي من الضروري تشكيل مجموعات همها الشاغل بناء العناصر، وتزويد الحركة بالمجموعات والعناصر الجديدة القادرة على ان تحل محل العناصر الاخرى التي تضطر الحركة الى التضحية بها، والا فان هذه الحركة سوف يكون مصيرها الموت بفعل الزمن ان لم يكن بفعل الاعداء. فكل عنصر معرض لعوامل الفقدان المختلفة من مثل المرض، والشيخوخة، والاعتقال، والاغتيال، بل ان بعض العناصر قد يصيبها

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست