responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 239

المجتمع الذي يعيش فيه الا لكي يغيرها ويصلحها ويحولها الى ايجابيات.

ان دور الفرد هو دور ارادة الانسان، ودور امانة الله التي حملها هذا الانسان الضعيف فاحتملها، فكان من بين ابناء الانسانية رجال كنوح (عليه السلام)، هذا الرجل الذي مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما يدعو قومه بشكل مستمر، ولكنهم مع ذلك لم يهتدوا به، ولم يؤمنوا الا قليلا، وربما لم يبلغ عدد المؤمنين به اكثر من سبعين انسانا، ولكنه على الرغم من ذلك استمر في ثباته وصموده حتى نصره الله- سبحانه وتعالى- على اولئك القوم بالطوفان.

ان هذا الرجل هو الذي حمل امانة الله، هذه الامانة التي عجزت عن حملها السماوات والارض والجبال واشفقن منها، وخشين من حملها، وحملها الانسان، فالانسان هنا رمز، ورمزه نوح، وكذلك ابراهيم الذي قاوم كل الضلالة المنتشرة في زمانه بمفرده، فعندما قيل: من فعل هذا بالهتنا، ومن الذي سولت له نفسه ان يتجرأ عليها؟ اذا بشخص واحد يبرز يقال له ابراهيم، واذا به يتحدى كل تلك الضلالة.

لابد لنا من رمز:

فهذا الرجل هو رمز الانسان الصالح، والانبياء (عليهم السلام) يمثلون هذه الرموز، وهذا الانسان هو الذي ينبغي له ان يحكم، فالحكومة لايمكن ان تكون الا للصالحين، ولكن الصالحين بدورهم لابد ان يكون لهم رمز، ورمزهم ذلك الشخص الذي اجتمعت فيه خصال الانبياء، وهذا منهج من مناهج السماء، ومنهج من المناهج الالهية وهو ان نختار للحكم شخصا خلفيته الثقافية والدينية والسلوكية نقية، ويكون من الصالحين الذين لم تدنس الجاهلية ارواحهم، ولم تستطع سلبيات المجتمع التأثير في نفوسهم.

ان الحكومة لابد ان تكون فيها قوانين صالحة، وتعتبر فيها الحرية الاجتماعية

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 239
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست