قبل كل شيء لابد ان نعرف اننا كلما توغلنا في المستقبل كلما وجدنا ان المساحة التي تشغلها السياسة في حياة البشرية آخذة في النمو والتصاعد؛ فبعد ان كانت السياسة تعنى برجال معدودين وقضايا محدودة، نرى انها اليوم بدأت بالانتشار حتى نفذت الى كافة مجالات الحياة.
ضرورة معرفة السياسة:
ولذلك فان العلم بالسياسة ومعرفة ابعادها والعوامل المؤثرة فيها، اصبحا من الامور الواجب معرفتها بالنسبة الى كل انسان، سواء كان قياديا ام انسانا عاديا. فالسياسة مرتبطة ارتباطا وثيقا بحياتنا وسعادتنا وكرامتنا، و من هنا فقد كانت مهمة علماء الدين سابقا معرفة اصول الفقه وقواعد الاعراب، اما الان فان عليهم بالاضافة الى ذلك ان يتعمقوا اكثر فاكثر في معرفة هذا العصر و ما يجري فيه من احداث، و ما يختفي وراء هذه الاحداث من عوامل سياسية، فكلما كانت معرفتهم بالزمان