responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208

والخشوع امام الله- عز وجل-، والتواضع امام الناس، فالمؤمن التائب تراه مسكينا ضعيفا في ذات نفسه، عزيزا بالله، وبقدر ما يشعر بحقارته امام الله، فانه يشعر بالعزة بين الناس، فلا يخضع للقوة والجاه.

ثم يستأنف السياق القرآني الكريم قائلا: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً، فحياة المؤمنين التائبين قائمة على الجد والعمل الصالح، فلا وقت لديهم للهزل واللعب واللهو، ولا تستطيع مجالس الكلام الفارغ ان تجذبهم للخوض فيما لايعنيهم، فهم يكرمون انفسهم، ويجلونها عن صرف اعمارهم الغالية في قضايا تافهة، ثانوية.

وفي يوم القيامة يندم كل انسان على ما فرط في دنياه، فالكافر يعض يديه ندما حتى يكاد ان يقطعهما، والمؤمن يندم على الاوقات التي لم يستغلها من قبل كأن يقول- مثلا-؛ كان بأمكاني ان اتوب، واحاسب نفسي، وان اعمل الخير ولو باماطة الاذى عن الطريق فهي صدقة ... وهكذا اينما توجهت فان ابواب الثواب مفتوحة فان لم تلجها فسوف تندم يوم القيامة على كل لحظة قضيتها دون ان تستغلها.

المؤمن لا تأخذه العزة بالاثم:

ان كل ابناء آدم يخطئون، ولكن الفرق ان بعض الناس ان اخطأ وذكّر بخطئه اخذته العزة بالاثم، وهناك المؤمنون الحقيقيون الذين يشير اليهم تعالى في قوله: وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِايَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً فالواحد منهم اذا ذكّر بآيات الخالق- تعالى- فتح عينيه واذنيه، بل فتح بصيرته، ولم يقف ازاءها موقف الاصم الاعمى.

ثم يقول- عز من قائل-: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست