من السنن الالهية الثابتة ان الانسان مفطور على الايمان بالله وحبه، ومن ثم البحث عن وسيلة تقربه الى الله- عز وجل-، الا ان حجب الشهوات وحواجز الجهل والغفلة وضغوط الحياة تمنعه من الاتصال برب العزة ذي الجلال والكمال المطلق، ومهما ابتعد الانسان بسبب جهله وشهواته والضغوط التي يتعرض لها فانه لابد ان يعود الى الله، والى الفطرة التي ترجعه الى بارئه من خلال التوبة.
ضرورة التوبة من الغفلة:
وليست التوبة ناجمة عن الذنب، وانما عن الغفلة والجهل والنسيان، اذ ان الطبيعة المادية التي جبل عليها الانسان تدعوه الى تلك الصفات السلبية، فالتوبة من الجهل انما تتحقق بالرجوع الى الله- تعالى شأنه-، والى العلم والجمال والقدرة والنور، ولذلك فان الانبياء والائمة الاطهار (عليهم السلام) عرف عنهم انهم كانوا توابين، اوابين لا لأنهم ارتكبوا الذنوب وحاشا لهم ان يرتكبوا الذنوب وهم المعصومون