ان الانسان بطبيعته المزدوجة قد يتوجه الى الافساد، والاستهلاك، والاستغلال، وقد ينتهج نهج البناء والاصلاح والاحسان الى الناس، بأن يقوم في مجال الطبيعة باصلاحها واستصلاحها، وفي مجال علاقته بالناس فانه يسعى نحو الاحسان اليهم.
وعندما تكون علاقة الانسان بالطبيعة علاقة الاصلاح، وبالناس علاقة الاحسان فانهم سيكونون في رحمة الله، وتحت شآبيب بركاته التي هي التعبير عن التكامل المستمر في حياتهم؛ اي ان حياتهم ستكون في حالة سير مستمر نحو التكامل.
ان هذه هي وصية القران الى الانسان، والتأكيد عليه ان يسير وفق هذا المنهج، وقد يرقى الانسان عن هذا المستوى فلا تكون علاقته بالطبيعة والناس علاقة الاصلاح والاحسان فحسب بل يتجه الى استئصال جذور الفساد في المجتمع الذي يعيش فيه؛ فهو طاهر بذاته ومطهر لغيره، صالح في نفسه ومصلح للاخرين، محسن الى الناس ويأمر في ذات الوقت بالاحسان. فلا يكتفي بأن يكون شخصا يتمتع بصفة الاحسان او صفة الاصلاح في ذاته، وانما يسعى من اجل تعميم هذه الصفة في الوسط الذي