responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143

وعلى سبيل المثال فان من الحكمة ارسال الهدايا، وزيارة الناس، وصلة الرحم، وقضاء حوائج المحتاجين بقدر ما نستطيع، ومن الحكمة ايضا ان نفكر في النتائج لا في الوسائل فحسب.

وبالاضافة الى ذلك فان الرسالي بحاجة الى الحزم في عمله؛ فالانسان الذي يذوب في وسطه الاجتماعي لايمكنه ان يصبح رجلا اجتماعيا ناجحا، فاذا ما اراد النجاح فعليه ان يكون حازما لايتنازل عن اهدافه الحقيقية قيد انملة، ولا بأس ان يختار الوسيلة لتحقيق هذه الاهداف حسب الحاجة والظروف.

ان الجماهير لا تثق بالانسان الانتهازي المتملق الفاقد لشخصيته وان زعم ان التملق وسيلة للتقرب، لان التملق هذا ينفي شخصية الانسان ويذيبها في الوسط الاجتماعي، فاذا اراد الانسان ان يكون ناجحا في علاقاته الاجتماعية فلابد ان يكون حازما؛ اي ان يسير وفق الرأي الحكيم ثم يبقى مصرا عليه بمختلف الوسائل.

اما الحسن في التعامل فقد اشار- تعالى- الى هذا الركن في قوله: وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً (البقرة/ 83).

ان الناس يتبعون اساسا واحدا او اكثر من المحاور الثلاثة التالية: اما محور العقل والعلم، واما محور القوة، واما محور الجمال، وهذه هي طبيعة الانسان؛ فالذي يقرأ الكتاب عليه ان لايسأل هل هو جميل ام قوي، لان فيه العلم، والذي يتبع السلطات لايهمه ان تكون جميلة او عالمة بل يسأل عن مدى قوتها، والذي يريد ان يشتري باقة من الورد لايشتريها لقوتها او علمها بل لجمالها، وهكذا فان طبيعة الانسان تتحرك حول هذه المحاور الثلاثة.

والانسان الرسالي يجمع هذه المحاور في ذاته؛ محور العقل الذي هو محور الحكمة، ومحور القوة او الحزم، ومحور الجمال او الحسن.

اسم الکتاب : النهج الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 143
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست