وعندما نجمع هذه الآيات الكريمة الى بعضها، ونتدبر فيها، نستطيع ان نستوحي منها فكرة منهجية متكاملة قابلة للتطبيق وهي فكرة" الوحدة على نطاق الأمة الاسلامية"، كما يوحي بذلك قوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرَّقُوا)، فهذه الآية ليست ناشزة في السياق، بل ترتبط بما بعدها ارتباطاً وثيقاً، ولذلك فان علينا ان ندرسها جميعاً ككتلة واحدة.
الاعداد لتحقيق الوحدة:
وبعد هذا التمهيد ابدأ الآن بالتطرق الى صلب الموضوع، فأقول: ان الإعداد الحقيقي لمواجهة الطغاة هو تكثيف وتركيز قوة الجماهير، لان القوة المتناثرة ليس بامكانها ان تعمل شيئاً.
والوحدة هي قوة لابد ان نعدها لساعة المواجهة في برنامج طويل علينا ان نجهد انفسنا من اجل تطبيقه. فالوحدة تمثل بناء متكاملًا لابد ان نضع لبناته الواحدة فوق الاخرى. فهي تبدأ من الافراد، ثم المجاميع الصغيرة حتى تبلغ ذروتها على نطاق الأمة الاسلامية، وهذا البناء المتكامل لايمكن ان يشيّد مرة واحدة، بل بشكل تدريجي، وبعد ان يجهد العاملون انفسهم في وضع احجاره ولبناته فوق بعضها، ويرصونها رصا كما يشير الى ذلك تعالى في قوله: