صلّى الله عليه وآله، وثابر في تغيير ذاته وفق معايير الإسلام.

هكذا صار أبو ذر أحد أبرز أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله، وقد قال في حقّه:

«ما أضلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر» [1].

وعلى عكس هذا النموذج الرائع نقرأ في القرآن الكريم قصة قارون، وهو ابن خالة النبي موسى عليه السّلام، وكان أحد أتباعه ولربما كان من المقرّبين إليه. ولكن إلى ماذا انتهت عاقبته؟ يروي القرآن لنا ذلك في قوله: إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ إلى أن يقول: فَخَسَفْنَا بِهِ وَ بِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ مَا كَانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (القصص/ 76- 81).

هكذا أصبح أبو ذر مثالًا في تاريخ الإنسانية، وقارون أمثولة الطغيان والفساد.

ان كل إنسان يمتلك إرادة التغيير، سواء نحو الإيجاب أو السلب، لأن الله تعالى منحه هذه الإرادة، وهو القائلوَ مَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (التكوير/ 29).

فعلى الرغم من أن الإنسان بذاته ضعيف في قواه، محدود في طاقاته .. إلّا أنه يوم يرتبط بربّ العزّة والجبروت، المالك القادر المهيمن العزيز .. لا ترى للضعف أثراً في