عندما يفقد مجتمع إنساني ما روح النقد الذاتي فإنّ المسافة بينه وبين الدمار سوف تكون مسافة قصيرة، ذلك لأنّ الإنسان لا يمكن أن يطمئن إلى كماله، لأنّ (الكمال) اسم من أسماء الله تعالى، وصفة من صفاته الحسنى، فمن لا يكون سائراً نحو الكمال فلابدّ أن يكون في حالة تراجع ونقصان.
والسبب في ذلك أنّ تعاقب الليل والنهار، وحركة الزمن كلّ ذلك من شأنه أن يُفقد الإنسان بعضاً من خصائصه؛ وعلى سبيل المثال فإذا أراد الواحد منّا أن يحفظ قصيدة ثم حفظها ولكنّه لم يكرّرها فإنها سوف تتناقص تدريجيّاً بمرور الزمن حتى تعود الذاكرة فارغة من جميع أبياتها، وهكذا الحال بالنسبة إلى سائر الصفات والأشياء.
* النقد الذاتي، وسيلة التقدم
وعلى هذا فإننا إذا لم نتحرك في مسار تصاعدي فإنّ هذا يعني أننا في حالة تراجع وتنازل. وهذه الظاهرة تدعونا إلى أن ننقد أنفسنا، ونفكّر تفكيراً موضوعياً في كيفيّة مسيرتنا. فالهدف من الحياة أن يسير الإنسان نحو