القرآن الكريم يريد أن يقول لنا: أيها الناس! كما تزرعون تحصدون، فالذي يزرع الريح سوف يحصد العاصفة، والذي يزرع الحنطة والشعير لابدّ أن يحصد

الحنطة والشعير، والذي يزرع العلقم لا يمكن أن يحصد التفاح والبرتقال بل يحصد مثلما زرع.

وهكذا الحال بالنسبة إليك أيها الأب عندما تزرع في ضمير ابنك روح الإيثار والحبّ والعمل الصالح، ويا أيها المعلّم عندما تربّي في الجيل الناشئ روح التضحية والإيمان والإحسان إلى الآخرين، وأنت أيها المبلّغ عندما ترقى المنبر وترسّخ في نفوس الناس الإيمان والإيثار والتضحية ... فالإنسان الذي يريد أن يحصد غير ما زرع إنما هو إنسان ساذج.

* تجارب رائدة في الإصلاح

ولنا في الشعوب التي قطعت أشواطاً طويلة وسريعة في مجال التقدّم الصناعي و (الإصلاح) كما يعبّر عن ذلك القرآن الكريم، خير مثال، فقد بذلت هذه الشعوب الجهود الهائلة المتواصلة فكانت النتيجة أن حصدت التقدّم والتطوّر والتفوّق على سائر شعوب العالم.

وعلى سبيل المثال فإنّ اليابانيّين قد قطعوا شوطاً كبيراً في مجال التقدّم، ورغم قلّة عددهم، وامتلاكهم القليل من الموارد الطبيعية فإنّهم يشكّلون اليوم ثاني أكبر قوّة