responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73

مسؤول عن الإجابة عليه دون غيرك، لأن هذه القضية لا ترتبط برفاقك في الحج، ولا بالبلد الذي جئت منه، ولا بالعمل الذي تزاوله ..

ما هي التقوى؟

إن التقوى كلمة مشتقة من الوقاية والتحصن، بمعنى وجوب أن يكون بين الإنسان وبين نار جهنم حجاباً، بفعل الخشية من الله سبحانه وتعالى.

فلقد يولد ابن آدم، ويولد معه الموت، وهو يترعرع محاطاً بالنيران، لا لأن الله عز وجل قد خلقه من أجل إدخاله نار جهنم؛ فالله قد خلق عباده لينعموا في رحماته الواسعة، إلّا أن سوء انتخابهم وذنوبهم وخطاياهم هي التي تدفع بالنيران لتحيط بكل فرد منهم، وهذه النيران سوف تتأخر بعملية إحراقها للناس إلى بعد هذه الحياة الدنيا، وهم بحاجة ماسة إلى ما يقيهم ويحصنهم من النار، ولذلك سميت خشية الله بالتقوى. فإذا كان الإنسان يخشى ربه كان متقياً، فكانت روح التقوى- على هذا الأساس- أن يعيش الإنسان المؤمن حالة استشعار حضور الرب في قلبه، تبعاً إلى أنه لا يذكر الله بلسانه فحسب، وإنما يذكره بقلبه عند المعصية إذ ينتهي عنها باتجاه المبادرة إلى الطاعة، ويذكره عند الغضب فيكبح جماح النفس فلا يذهب شططاً .. وكان القرآن الكريم قد أمر المؤمنين بدوام الذكر بكافة أشكاله، بحيث لا يمنعهم انشغالهم بشيء من أمور الدنيا عن ذكر الله، وهو القائل: يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لآ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلآ أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (المنافِقُون/ 9)، وفي آية أخرى يقول الله تعالى: رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ (النور/ 37) وذلك في

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست