responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 63

التقوى حكمة الحج

الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَآ أُوْلِي الأَلْبَابِ (البقرة/ 197)

إن كلمة التقوى من طبيعتها اختصار الغاية والحكمة من أداء فريضة الحج المباركة، وهذه الكلمة الطيبة تنشعب بدورها إلى شعبتين أساسيتين، هما الهدى والمغفرة. وبتعبير آخر؛ العفو والرضوان. ومن دون معرفة هاتين الشعبتين الشاملتين تبقى الحكمة من فريضة الحج غامضة لدى مؤديها. فالمرء إن لم يكن عارفاً بهدف فعلٍ ما فإنه لا يحققه، وإن هو حققه فإنما يحقق نسبةً ضئيلة منه، فيما ستبقى أعماله غير منضبطة ومتوازنة مع خط الهدف الذي يرغب في تحقيقه.

فالإحرام بتروكه وواجباته المتعددة- والحضور في الميقات، والنية والتلبية، والطواف، والسعي، والتقصير، والوقوفان، وأداء المناسك في منى ثم المبيت فيها، ثم الطواف .. كل هذه وسائل، والهدف الأساس هو غيرها، وقد أكد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من مرة هذه الحقيقة بقوله الكريم:" إنّما الأعمال بالنيات ولكل امرئٍ ما نوى" [1]. فالنية تشكل جوهر الفعل وروحه والحقيقة التي تقف خلفها حركة الإنسان، ومن لا نية له لا عمل له.


[1] - بحار الانوار،، ج 81، ص 371.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 63
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست