responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59

السلام يعرف تماماً ماذا تعني هذه الرحلة، إذ كان يقف بين نخيلات بني النجار ويقول متعذباً:" آهٍ آهٍ من وحشة الطريق .. ومن طول السفر، آهٍ آهٍ من قلة الزاد" [1] كان يبكي كالواله حتى يقع مغشياً عليه ..

في هذه الرحلة الطويلة، ماذا يراد أن يفعل بنا؟

ترى ما هو الموت وحشرجته وسكراته، وماذا يعاني منها الإنسان؟!

ترى ما هو القبر والبرزخ الذي قد يفصلنا بملايين السنين عن البعث ثم يوم القيامة والحساب؟!

لقد كان إمامنا الإمام الحسن المجتبى عليه السلام كثير البكاء، حتى عند وفاته، ولما سئل عن سرّ بكائه وهو سيد شباب أهل الجنة وسبط الرسول الأول، قال:" أبكي لخصلتين: لفراق الأحبّة ولهول المطّلع" [2]. أي أن سيد شباب أهل الجنة كان يحذر كل الحذر من لحظة القيام والطلوع من القبر باتجاه البعث ..

وإنها لفرصة ثمينة جداً لي ولك أيها الحاج- إذ نرتدي ملابس الإحرام، فنتمثل لحظة موتنا وتكفيننا ثم خروجنا من قبرنا إلى مبعثنا واتجاهنا إلى ساحة الحشر في يوم القيامة.

يقول الله سبحانه: وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَآءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً (النساء/ 64). ومن المعلوم أنه لا يجد أحداً شيئاً لم يكن قد أضاعه من قبل، والإنسان- بطبيعته- حينما يقترف الذنب بعد الذنب فإنه سيضيع الطريق إلى الله عز وجل. ولكنه إذ يعود إلى


[1] - بحار الانوار، ج 40، ص 345.

[2] - بحار الأنوار، ج 6، ص 160.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست