responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38

وأنت الذي قد انتخبك الله لأداء مناسك الحج دون الملايين الأخرى من المسلمين لابد أن تتعرف على واجباتك وتؤدي هذه الأمانة المقدسة بأفضل صورة.

فالإنسان الحاج باعتباره موفداً من الله وإليه، إنما يأتي إلى موسم الحج بذنوبه ليعود طاهراً مطهراً، وإنما يأتي بمشاكله وحاجاته ليعود وقد حلّت مشاكله وقضيت حاجاته. وهذه هي أهداف الحج لا غير. أما إذا عاد الحاج بذنوبه ومشاكله وحاجاته، فلا يمكن تسمية حجه هذا إلا بالحج الفاشل المرفوض.

إن موسم الحج عبارة عن أشهر معلومات كما أوضح الله ذلك في كتابه الكريم. فمن اقتحم موسم الحج وارتدى رداءه، عليه أن يلتزم بواجباته ويحجم عن محرماته كالنكاح والجدال والكذب، ليعلن عن التزامه بآداب الضيافة الرحمانية من جهة، وليقطف ثمار هذه الضيافة من جهة أخرى، وليكون اسماً على مسمىً. ولعل ما نذهب إليه من القول بضرورة قطف ثمار الضيافة الرحمانية، هو التعبير الأشد تواضعاً عن قوله الله سبحانه وتعالى: وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى، نظراً إلى أن موسم الحج عبارة عن دورة تربوية هي الغاية في الدقة، بدءاً من أول لحظة يعقد فيها الإنسان النية إلى الحج وحتى اللحظة الأخيرة والعودة إلى البيت والأهل.

والحاج نفسه مطالب كل المطالبة بعد الخروج من هذه الدورة التربوية الدقيقة بتطبيق ما تمرس عليه لدى العودة إلى وطنه ومجتمعه. فهو مسؤول عن نزع ثوب الكبرياء والعصبية والحمية والحقد والضغينة .. لأنه قد مارس التواضع والعبادة والخشوع أثناء الحج. وهو مسؤول أيضاً عن محاربة الشيطان وأعوانه في المجتمع، لأنه قد

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 38
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست