responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 36

بموقف عرفة ليغفر الله له، فلا يطول وقوفه هناك، بأن يطلب العفو والمغفرة بعزم أكيد على أن لا يعود ثانية لاقتراف الآثام والذنوب. أما إذا لم تكن لدى الإنسان المدعوّ إلى عرفة نية وعزيمة على إعادة النظر في حياته المقبلة بعد عرفة وبعد العود من الحج، فلا ريب أن الحجب السابقة سوف تعود ثانية دونما أي تأخير، لأنه لم يعقد العزم على إنهاء الحواجز ورفع المظالم التي تفصله عن الرب سبحانه وتعالى.

وعندما يرجع الإنسان من عرفة وقد عقد العزم على الترفع عن ارتكاب الذنوب والآثام، يرجع طاهراً مطهراً من العيوب والذنوب. وبذاك يكون الحاج حاجاً حقيقة، لأنه فاز بالرحمة الإلهية والمغفرة والصفح الرباني، فيكون ذلك الحج هو الحج المقصود الذي يأخذ بيد الحاج يوم القيامة، بل هو العمل الذي ينفع الإنسان إبّان سكرات الموت، ويكون كالرفيق المصاحب للإنسان في البرزخ يعالج به أسئلة منكر ونكير، فيكون كغيره من العبادات الأخرى نوراً يرافق الإنسان حين يبعث من في القبور، وعندما يخرج الإنسان من مثواه مؤتزراً بكفنه ينظر يمنة ويسرة فلا يجد ناصراً ولا معيناً إلا أعمال الخير والحج والصلاة والزكاة وكل العبادات التي تأتيه آنذاك على صورة إنسان جميل مزين معطر يبشرونه بالجنة.

من هنا كان لزاماً على الحاج أن يستعد ليكون لقاؤه بربه يوم عرفة، لقاء محبة وود ووفاء، لقاء عبد فقير برب غني حميد، لقاء عبد بائس برب كريم .. كي يرجع إلى بلده بحج مقبول وسعي مشكور وقد شملته الرحمة الربانية، ناجحاً مفلحاً.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست