responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 113

الإسراع في العودة ولقاء الأهل بمجرد انتهائه منها، فتراه يستبق الآخرين بهذا الشأن، رغم أنه عانى ما عانى من أجل الوصول إلى بيت الله الحرام وأداء سائر المناسك .. وهذه هي طبيعة الحج، إذ أنه دعوة موجهة من الله سبحانه وتعالى إلى أشخاص معينين، الغرض منها التفضل عليهم بولادة جديدة، وفور ولادتهم عليهم بالعودة إلى أوطانهم ليطبقوا ما استفادوه على أنفسهم وليفيدوا الآخرين.

وهنا ثم سؤال يقفز إلى الأذهان بخصوص كيفية التمكن من الاستفادة من هذه الحصيلة والنعمة الإلهية التي أعطانا الله إيّاها؟

والجواب يكمن في تطبيق خمس وصايا حينما نرجع إلى أوطاننا:

الوصية الأولى: أن نضع الحج نصب أعيننا كلما تعرضنا لفتنة وامتحان، كأن يعرض علينا المال الحرام أو تسنح أمامنا الفرصة الحرام، أو تواجهنا مشكلة فيزين لنا الشيطان أو الضغوط الاجتماعية بحلها عن طريق تضييع حقوق الآخرين .. فإذا وضعنا الحج نصب أعيننا على الدوام، ولا سيما إذا استذكرنا لحظاته الروحانية والملكوتية، كان ذلك حاجزاً أمام تجاوزنا لحدود الله وتشريعاته، حيث نضطر إذ ذاك إلى إجراء مقايسه بين فضيلة الحج وما أولانا الرب عز وجل من مغفرة كاملة لذنوبنا، وبين ما يمكن أن تستحقه المعصية التي يوسوس لنا الشيطان والنفس الأمارة والضغوط الاجتماعية والحاجة الاقتصادية مثلًا- بارتكابها وتضييع قيمة الحج وفضيلته في نهاية المطاف.

إذن؛ فالقرار النهائي في الإبقاء على نقاء صفحات أعمالنا لفترة ما بعد الحج هو في الحقيقة رهن إشارتنا نحن لا غير، وعليه فإنه لا يجوز لنا أن نتنازل عن حجنا ونستخف بهدية الله التي وهبنا إيّاها، وهي

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست