responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 105

مقتدر، وقد جاء في الحديث القدسي:" أنا جليس من ذكرني" [1] كما جاء في الدعاء والمناجاة:" يا جليس الذاكرين" [2]. فيتذكّر الحاج ربّه قولًا وعملًا، لأنه سيكون جليسه الدائم .. أوَ رأيتَ كيف تتوق أنفس الحجاج وتتشوق قلوبهم إلى معاودة الحج مرة ثانية وثالثة و .. و .. حيث أن الله تبارك وتعالى كان قد سقاهم شراباً طهوراً، فاستفادوا من ذلك الشراب الطهور، وامتلأت قلوبهم بحب الله ربهم، وتجلت نفوسهم بذكر الله.

واقتراناً بهذه الحالة الرائعة ورد ذكر خاصٌ ومستحبٌ لمن يريد الخروج من الحج، وهو:" عائدون عائدون، تائبون عائدون، إلى ربنا عائدون" [3] وهذا يعني أن الإنسان حينما يمارس فريضة الحج يعرج بنفسه في معارج الكمال. وقد وصف ربنا سبحانه وتعالى الحج الخالص لوجهه الكريم بقوله: الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْه اللّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَآ أُوْلِي الأَلْبَابِ (البقرة/ 197) فالتقوى زادٌ، وهي بعينها الهدية التي يحملها الحاج من مكة المكرمة إلى سائر البلاد، وهذا هو المعراج الأول.

فيا أيها الحاج؛ إن ذهبت إلى الحج وعدت منه؛ فقس نفسك وحاسبها محاسبة دقيقة، لتعرف كم هو مقدار التقوى الذي تزودت به واستفدته من هذه الرحلة الإيمانية والإلهية.

ثانياً: إن إرادتنا التي طالما تخور أمام المشاكل والفتن والشهوات ووساوس الشيطان، لابد لها الإرادة من أن تأخذ مجرىً آخر لدى مسيرتها في الحياة. ولعل فريضة الحج أعظم فرصة من الممكن استغلالها لتحقيق


[1] - بحار الانوار، ج 13، ص 345.

[2] - مفاتيح الجنان، من دعاء بعد زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

[3] - بحار الانوار، ج 96، ص 371.

اسم الکتاب : في رحاب بيت الله المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست