الحبشة ليهجم على مكة بقواته المدججة بالسلاح، وبفيلته المدربة على القتال .. ليمحي منها الكعبة المشرفة؛ مركز التوحيد ومعلم العبادة .. غير انهم قبل ان يدخلوا مكة معتدين عليها، ارسل الله عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فقضى عليهم اجمعين، والى ذلك اشار القرآن الكريم في سورة الفيل بسم الله الرحمن الرحيم* أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِاصْحَابِ الْفِيلِ* أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ* وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ* فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (الفيل/ 1- 5 (وكل من حاول الاعتداء على مكة المكرمة لم تكن عاقبته على خير أبداً.
وفي حديثه عن مكة، قال ربنا جل جلاله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَآءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ.
والصد عن سبيل الله ابرزه واجلاه هو الصد عن مكة المكرمة، وبالذات عن المسجد الحرام. من هنا تجد الحكومات على اختلاف مشاربها ومذاهبها والوانها، لا تستطيع ان تمنع الناس من الحج، واذا ما اصدرت قراراً بمنع الحج، فانها لا تستمر طويلًا حتى تلغي ذلك المنع، لانه ليس بوسعها ان تمنع الحج دائماً.
ثم يؤكد القرآن على ان المسجد الحرام ليس لأهل مكة، ولا لمن يشرف على تلك الديار المقدسة سياسياً او اقتصادياً. كلا، انما هي لأهل