فهو لا يستطيع ان يقول لا والله، بلى والله. فهناك تسليم مطلق لله عز وجل.
فالمجاهد اذا يقتل فهو قد قاتل وقَتل وقُتل، اما الحاج فانه إن مات مات بدون ان يدافع عن نفسه، ولو كان يدافع عن نفسه لربما لم يمت. وهذا التسليم المطلق يربي في الانسان جوهرة الايمان ويصقلها ويصبغ حياته صياغة ايمانية جديدة.
خصائص الحج الاجتماعية:
لو نظرنا الى الحجاج وهم يطوفون حول البيت الحرام، وسألناهم من أي البلاد هم، لوجدنا انهم قد اجتمعوا من كل بلد، قرب او بعد. ولو اخذنا مثلا الف حاج كعينة، لوجدنا ان كل واحد من هؤلاء ربما هو من منطقة تختلف عن مناطق الاخرين. وهذا يزيد ايمان الامة بنفسها وبقيمها وبكتابها وبرسولها، وبالتالي بالله سبحانه وتعالى.
لذلك جاء في الحديث الشريف عن الامام الصادق عليه السلام انه اذا الكعبة اهملت، فلا يُنظرون. أي ان الامة الاسلامية كلها ستدمر وتزول. فبقاء الامة ببقاء الناس حول الكعبة.
لقد جعل الله سبحانه الكعبة هدى ورحمة وبركة للامة الاسلامية جميعاً وفي كل منطقة من المناطق، حتى البعيدة منها. فالامة انما تعيش بالكعبة. لذلك يقول ربنا سبحانه وتعالى: وَإِذْ بَوَّأْنَا لإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ