مظاهر الحياة وظواهرها تتصل بجواهر معدودات، وكل جوهر تتصل به مئات الظواهر والمظاهر. واولوا الالباب وهم العقلاء الحكماء من البشر، هم الذين ينفذون ببصيرتهم الى جوهر الحقائق، ولا يقفون عند المظاهر السطحية التي لا تغني ولا تسمن من جوع. مثلًا؛ نحن ندعو الله تعالى دوماً ان يرزقنا العافية، بتمامها وشمولها ودوامها، ولكن نتسائل: ما هي العافية؟
العافية هي ان تكون بُنية الانسان الاساسية سالمة، فحتى لو طرأ مرض من الامراض على هذا الانسان، فان هذا المرض سرعان ما يتلاشى ويتبدد ويعود الجسم بكامل صحته. اما اذا كانت بُنية هذا الانسان ضعيفة، فإن العافية لا تزوره. فلا يكاد يتخلص من مرض. إلّا ويبتلى بمرض آخر. اذن نحن يجب ان نبحث عن جوهر العافية وليس فقط عن مظاهرها الخارجية.