responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 80

فالعاطفة والمادة والعقل والروح كلها تتصارع وتتنافس في إطار السيطرة على الإنسان، وفوق هذه وتلك هناك الكرامة الإنسانية والإرادة الحرّة المالكة بإذن الله لحركته، فإن سيطرت نزعة من هذه النزعات على الإنسان الفرد أو الإنسان المجتمع كان لها أن تصبغ حياته الفردية أو الاجتماعية بصبغتها وأن تدفعه باتجاه نتائجها.

فإذا كان مجتمع ما يسعى إلى إشباع بطنه وإلى ما يسد جوعه ويروي عطشه، أو يبحث عن المأوى، فإن هذا المجتمع يقوده الاقتصاد، كما لاحظنا أن كثيراً من الحروب كان محركها الأول هو الاقتصاد وما يتملك هذا المجتمع من نزعة عارمة تفرض عليه البحث عن النوم والراحة وإشباع البطن، وإن كان ذلك عبر إشهار السلاح على الآخرين!! فالحروب القبلية التي كانت تحرق الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية الشريفة، كلها أو معظمها كان الدافع لها البحث عن الماء والكلأ والأرض والطعام والشراب.

وهناك نزعات حادة اندلعت بداعي الحسد، كما هو المعروف في قصة النبي يوسف عليه السّلام، حيث لم تنتهي القضية بالمؤامرة على هذا النبي العظيم من قبل إخوته الذين لم يرق لهم أن يقربه أبوهم دونهم، بل تعدى الأمر إلى أخلافهم الذين جاؤوا من بعدهم، حتى وصل الأمر بهم في زمن النبي موسى عليه السّلام أي بعد مئات السنين أن تحسد كل عائلة ممتدة من أولاد النبي يعقوب عليه السّلام وهي اثنتا عشرة عائلة فتطلب من

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 80
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست