responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 8

وهذا المعنى نستفيده من قول الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا اْلإِنْسانَ في أَحْسَنِ تَقْويمٍ) (التين/ 4).

حيث أن القوام الحسن الذي منّ الله به على الإنسان، ليس تقويم جسده فقط، لأن هذا التقويم مقدمة لما هو أهم، وهو قوام روحه.

فالإنسان خلق ليكون ضيف ربّه في جنان الخلد، وليكون جليس في مقعد صدق عند مليك مقتدر ..

ومادام الإنسان قد خلق في أحسن تقويم، فهل من الصحيح أن يترك نفسه تتماوج أنى اتجهت؟

كلّا، إذ أن ذلك يؤدي به إلى أسفل سافلين. لذا لا مناص له من وعي ونشاط وتحمل مسوؤلياته حتى لا يهبط إلى الدرك الأسفل.

ولكي نعي حكمة خلق الإنسان، لابدّ لنا من التأمل في قول الله سبحانه: (إِنّا خَلَقْنَا اْلإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ نَبْتَليهِ فَجَعَلْناهُ سَميعًا بَصيرًا) (الإنسان/ 2).

فكل شيء في الإنسان يحمل نزعتين، وصبغتين، ومنهجين، ووجهتين: الحق أو الباطل، العقل أو الجهل، الإيمان أو الجحود، الجنّة أو النار.

ويبدو أن هذه الثنائية أقرب إلى كلمة الأمشاج، لأن شأن الثنائيات (الاختلاط بين ماء الرجل وماء المرأة، أو مختلف العوامل الوراثية من الآباء والأُمهات) مقدمة لهذه الثنائية، ويدل على ذلك بيان حكمة الابتلاء بعد بيان الثنائية.

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست