responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57

الإنسان مخلوق متميز

يرتكب الواحد منّا خطأً كبيراً إذا اعتقد أنّ الإنسان مخلوق اعتيادي كسائر المخلوقات، بل هو مخلوق متميز؛ له من الصفات والقابليات ما لم يحظ بها مخلوق آخر. فهو قادر كل القدرة على التسامي والارتفاع، إلى درجة حيث روي في حديث قدسي أن الله تعالى يقول:

«يابن آدم؛ أنا حي لا أموت، أطعني فيما أمرتك، حتى أجعلك حيّاً لا تموت.

يابن آدم؛ أنا أقول للشيء كن فيكون، أطعني فيما أمرتك، أجعلك تقول للشيء كن فيكون»[1].

فهذا الرّب العظيم كتب على نفسه أن يرتفع ببني البشر ما أرادوا الارتفاع وأن يسموا بهم ما أرادوا السموّ.

ومن آيات هذه الخاصيّة التي يتمتع بها الإنسان أنه يحكم على نفسه بالهبوط والانحدار نحو الهاوية في حال عصيانه لرب العالمين ومخالفته لتعاليم دينه .. فهذا الإنسان الذي لا يجسد شيئاً يذكر في الكون الواسع بمقدوره أن يتنافس وعظمة هذا الكون، وبمقدوره أيضاً أن يتحوّل بكل تفاهة إلى كائن حقير بالقياس إلى ما هو أصغر منه خلقة.


[1] - مستدرك الوسائل، ج 11، ص 259 258.

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست