responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40

بِالْقَوْلِ الثّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) (إبراهيم/ 27). إذ المؤمن ذو قول ثابت مهما طال عليه الأمد ومهما تقلبت حوله الأحوال وضغطت عليه الضغوط، لأنه يعلم مسبقاً أن ما أصابه ويصيبه من خيرٍ فمن الله، وما أصابه ويصيبه من شرٍ فمن نفسه، وبالتالي فهو لا يغتر بما آتاه الله، ولا ييأس أو ينغمس فيما قد يضغط عليه أو يتعرض له، لأنه يؤمن بالله العظيم ويعتمد عليه، وهو من جانب آخر قد ألهمه الله الصبر والقناعة والقوة والشجاعة ..

فالقول الثابت إذن من أدلة الفكر الصحيح. أما الكلمة الخبيثة فهي مفتقرة إلى الجذر الإلهي المنطقي.

أما النقطة الثالثة التي تميز الحق عن الباطل، فهي أن الحق منسجم مع نفسه، بينما الباطل متناقض مع ذاته.

فإذا راجعنا أي كتاب من الكتب البشرية نجد فيه نسبة من التفاوت أو التناقض، بينما الكتاب الوحيد الذي لا مجال للتناقض فيه هو القرآن الكريم، إذ قال الله عزّ اسمه: (وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فيهِ اخْتِلافًا كَثيرًا) (النساء/ 82). فالقرآن يصدّق بعضه بعضاً، ولا مجال لدخول التناقض فيه، لأنه كلام الله سبحانه وتعالى.

وحيث يقول عزّ اسمه: (بَلِ اْلإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصيرَةٌ* وَ لَوْ أَلْقى مَعاذيرَهُ) (القيامة/ 15 14)، فإنما يدعوه إلى محاكمة نفسه في محكمة الذات والضمير قبل محكمة يوم القيامة، إذ يتوجه الجميع إلى يوم القيامة ولاتَ حين تحمل لأهوال ذلك اليوم الرهيب، فينبؤ الإنسان بما قدم وأخّر، فلا ينبغي له الانغماس في الغفلة عمّا سيصير إليه أو ما يراد له أن يكون ..

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست