الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين
بالرغم من أن الخطاب القرآني يتوجّه إلى المجموع بشكل عام ويحمّل المجتمع المسؤولية الكاملة تجاه الأفراد وأمام الله تعالى؛ إلّا أن هذا الخطاب ينسحب على الأفراد أيضاً، ويحمّل كل واحد منهم المسؤولية ويحدّد له الواجبات؛ بل أن التجمع ليس إطاراً للمسؤولية وإنما هو إطار لممارستها كما إنه ليس شرطاً للعمل بل أسلوباً له.
لكن مشكلة الإنسان الرئيسية هي كفره بالدين أي بيوم الجزاء ويوم المسؤولية وعدم قبوله أنه سيمثل غداً أمام محكمة عادلة بصيرة وأنه سيجازى جزاءاً عادلًا، وهذا الكفر والإنكار ناتج عن رفضه لتحمّل المسؤولية.
وتأسيساً على كلّ ذلك فإننا عندما نقف وجهاً لوجه أمام المسؤولية الخالصة فيجب أن لا نحتجب عن الشعور بالمسؤولية وعلينا أن نضع يوم الدين نصب أعيننا في كل عمل نقوم به، فهناك أمامنا المحكمة الكبرى والسّجل الذي سيفتح أمام أعيننا لنرى كل أعمالنا مكتوبة فيه.