responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 136

يقتنع، لأن قانون تحمل المسؤولية سنّة إلهيّة وحقيقة فطرية، لا يمكن لأحدٍ التهرب منها.

إن مسؤولية الإنسان عن عقيدته والتزامه فكراً معيناً تفرضها طبيعته الحرّة وإحساسه التام بالقدرة على الاهتداء إلى الصراط المستقيم.

لقد خلق الله الإنسان أوّلَ ما خلقه في عالم الذر، وكان قبل أن ينقله إلى هذه الدنيا قد خلقه سوياً، فأشهده في ذلك العالم على نفسه، حيث أخرج الله سبحانه وتعالى ذرّية بني آدم من صلبه وأشهدهم على أنفسهم قائلًا: (أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا). فأركز في ذات كل فرد من أفراد البشرية هذه الفطرة؛ فطرة معرفة الله والاعتراف به والتسليم له كربّ واحد لا شريك له .. فطرة نبذ الشركاء والأنداد من دون الله عزّ وجلّ.

وقد يكون هؤلاء الأفراد قد نسوا تلكم المشاهدة ونسوا الموقف والمعاينة، ولكن آثارها لا تزال راسخة في أعماق أنفسهم، حيث وعاء الفطرة لا يمكن بحال من الأحوال أن يلغى من الطبيعة الإنسانية، حتى أصبح الإنسان بناءً على ذلك على نفسه بصيرةً ولو ألقى معاذيره، وهو كان عاجزاً كل العجز عن التهرّب أو تبرير هذا التهرّب من تحمّل ثقل مكاشفة الفطرة له.

وبهذه الفطرة يحتج الله تبارك وتعالى على عباده لما فرطوا في أمرهم وغفلوا أو تغافلوا، فاتبعوا ثقافة وتقاليد وقناعات آبائهم والأجيال التي سبقتهم، فيحاسبهم ربّهم أشد الحساب وأدقه. وقد قال سبحانه بهذا الصدد:

اسم الکتاب : الإنسان و آفاق المسؤولية المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست