responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53

عليه فتاة بارعة الجمال في غرفته ليلًا قائلة: لقد خرجت من بيتي لقضاء عمل معين، فحاصرني الظلام وأخاف الرجوع، فلجأت مضطرّة إلى مدرستكم لأحتمي بظلها على أن أعود إلى بيتي مع حلول الصباح. فرحّب بها الشاب وأعدّ لها مكاناً تنام فيه. فانزوت الفتاة، ولكن ما أثار فضولها بشدّة رائحة لحم مشوي ملأت جو الغرفة حتى الصباح، وفي اليوم الثاني غادرت الفتاة الغرفة .. وبعد ساعات امتلأت المدرسة بالحرس الملكي الذين جاءوا يسألون عن الشاب للمثول بين يدي الملك. وحينما امتثل سأله الملك: ما قصتك في الليلة البارحة؟ فأجاب الشاب: لقد استجارت بي فتاة فأجرتها. فسأله الملك: ما قصة رائحة الشواء في غرفتك حتى الصباح؟ فاستعفى الشاب عن الاجابة، فأصر الملك على الجواب، فقال الشاب: لقد هجم الشيطان عليَّ بحضور الفتاة في غرفتي، ورأيت أن لا خلاص من الشيطان إلا بأن أوقد الشمعة وأضع يدي في نارها لأتذكر عذاب جهنم، وهذه يدي قد احترقت. فتعجب الملك لهذه القصة، وقال: إعلم إن فتاة أمسك هي بنتي، وأنا لا أرى كفؤاً غيرك لتتزوجها. فتزوجها الشاب وأصبح هذا الشاب يدعى ب-" مير داماد" أي صهر الملك، وهو من كبار العلماء العارفين.

إن نشر رسالات الله بحاجة إلى زهد كزهد العالم ورام، وإلى صمود كصمود هذا الشاب العارف العالم، تماما كما علّمنا أمير المؤمنين عليه السلام الذي قال في هذا الاطار:" وإنما هي نفسي أروضها بالتقوى لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر". [1]


[1] نهج البلاغة، كتاب 45.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست