responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50

والمستقبل وكل بعد من أبعاد الحياة، انما يجب أن يحكم حتى يسمو بالإنسان إلى الدرجات الرفيعة التي وعده الله تعالى.

ولقد استطاع المسلمون في صدر الإسلام أن يفتحوا العالم في فترة قياسية جداً على رغم صعوبة المواصلات ووعورة الطرق وانقطاع الاخبار شبه التام، فوصلوا إلى الصين شرقاً والأندلس غرباً، لأنهم تعاملوا مع التعاليم الدينية تعاملا واسعا وشاملا. والآن وقد وضع الناس دينهم وراء أظهرهم، فقد ابتلوا بما لم يكن في حساباتهم، وهو الأمر الذي حذرهم منه القرآن الكريم نفسه، حيث قال: وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً (طه/ 124)؛ أي إنه سيفتقر إلى المنهج القويم فيكون كمن يركض وراء سراب، وبذلك تكون معيشة في تعب وضنك دائمين.

مسؤولية كبرى

من المسؤوليات الكبرى المفروضة على العلماء، هي إعادة لُحمة الدين إلى أصله وسابق وحدته الواحدة. ولو لم يستطيع العلماء أن يحولوا أنفسهم رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فان الجهود ستذهب سدى؛ لان شجرة العلم عاجزة تمام العجز عن إعطاء الثمرة، ما لم يقف على أمر مداراتها أناس يمتازون بخصائص فذّة؛ خصائص حددها القانون الرباني، وأولها هي الصدق في الجذور والفروع والأغصان ...

من هنا يتأكد على العلماء دور تحويل المجتمع بسائر طبقاته وأبعاده إلى كيان ديني عريق، بدءاً بعلاقة الإنسان بنفسه؛ ومروراً بعلاقة الفرد بأقرانه كمجتمع، وانتهاءً بوضع قانون فاعل يحدد نوع العلاقة بين الحاكم والمحكوم.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 50
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست