responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 48

فالطريق السليم والمستقيم لا يرسمه الإنسان، والوسائل الصالحة لا يوجدها هو، بل هي مرسومة من قبل الشريعة البيضاء والدين الحنيف. والوسائل بدورها بمثابة النعمة الربانية على الناس، وهؤلاء ما عليهم إلا التبيّن في الطريق والانتخاب في الوسائل. والله قد قال في كتابه المجيد: لَيْسَ بِامَانِيِّكُمْ وَلآ أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَاب (النساء/ 123).

إذن؛ فالدين ليس تلاوة القرآن بقدر ماهو العمل به، وليس هو ترديد الأذكار والاوراد الخالية عن الفهم العقلي والتضامن القلبي والسلوك الحسي. حيث قال صلى الله عليه وآله:" رب تال القرآن والقرآن يلعنه". [1] وربما يكون الإنسان كما الحمار الذي يحمل أسفاراً، لا يعي ما فيها، بل ولا يدرك سبب حمله إياها ...

وهذه هي العبرة العظيمة التي ينبغي أن نتبصرها من خلال توجيه الرسول صلى الله عليه وآله لأمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام، حينما رآه قد أجهد نفسه بالعبادة فقال له:" يا علي إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق ..". [2]

وهكذا المثل في بقية أئمة أهل البيت عليهم السلام، الذين كان الواحد منهم يتبتل إلى ربه تبتيلًا في الليل طلباً لمرضاته، وفي النهار كان يصل الرحم ويهتم بالفقراء والمساكين ويعلم الناس ويقف بوجه الظالم ويطالبه بكل ما أوتي من قوة بتحقيق العدالة.

ولقد كان الإمام زين العابدين عليه السلام يصلي في الليلة الواحدة ألف ركعة خالصة لوجه الله تعالى، فإذا أصبح الصباح مشى إلى فراشه حبواً،


[1] بحار الأنوار، ج 89، ص 184.

[2] وسائل الشيعة، ج 1، ص 83.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست