responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 28

وقبل الاجابة على ذلك لابدّ من الاشارة إلى إن أصحاب الرسالة سواء في التأريخ القديم أو الحديث كانوا يدعون الناس- كل الناس- بصورة شاملة إلى اعتناق العناصر التي تكوّن الحياة الحقيقية. فهم يدعوهم إلى العزة والقوة والتقدم والنهضة والحرية والاتحاد، وهذه العناصر- كما لا يخفى- مجموعة ما يطلبه الناس ويرغبون فيه بفطرتهم ووجدانهم وواقعهم.

ولعلّ من أبرز الأمثلة على ذلك هو نموذج المصلح الإسلامي الكبير جمال الدين الأفغاني، هذا الرجل الذي كان ينطق باسم الإسلام المتجرد عن القوميات والجغرافيا وبقية الأمور الجزئية. فهو لم يتحدد بلقب يدل على قوميته، ولم يؤطر نشاطه بدولة معينة، حيث أظهر دعوته في أفغانستان وإيران ومصر والهند والسودان وفرنسا وتركيا، حتى أنه من الملاحظ أن مختلف الحركات الإسلامية في هذه الدول وغيرها لها علاقة صميمية بهذا المصلح الإسلامي. وهو أيضاً لم يقل للناس صلّوا فحسب، بل دعاهم بالاضافة إلى إقامة الصلاة إلى بناء حياتهم وقدراتهم وحضارتهم عبر التقدم العلمي والعزة الذاتية والوحدة الدينية والاجتماعية.

إن العديد من الحركات الاجتماعية حينما تحولت إلى حركة دينية ذات رسالة حياتية- رسالة في الحياة وما بعد الحياة- هذه الحركات تحولت إلى حركات تاريخية خالدة، وذلك لان المجتمع أو المجتمعات أدركت أن حياتها ومماتها متعلقان بهذه الحركة وهذا الوجود، لأن الإنسان يبحث عن المنقذ ..

ولذلك؛ نرى أن الآية القرآنية من سورة الأنفال تؤكد على المؤمنين وتذكرهم في هذا الإطار، بنعمة الانقاذ التي أنعم الله سبحانه وتعالى بها عليهم: وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخَافُونَ أَن

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست