responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 25

فالإنسان يستطيع معرفة ربه وعظمته بواسطة النظر إلى آياته؛ ففي البحار عجائبه، وفي الجبال خزائنه .. وبهذه المعالم الفذّة يصل المرء إلى عالم الأنوار القدسية والأسماء الحسنى.

إذن؛ فوجودنا في هذه الدنيا ذو هدفٍ عظيم، ولا يمكن بلوغ الهدف إلّا بالتدرّج، عبر اجتياز الماديات التي نعايشها حتى الوصول إلى المعنويات العالية.

فمثلًا؛ أنت قد تسأل: لماذا العطش والجوع؟ ولماذا الألم والمرض؟ ولماذا الفقر والفاقة؟ ولماذا الوحدة والغربة؟ ولماذا المآسي والمصائب؟

والجواب على كل ذلك؛ هو لأن الإنسان من دون هذه الحالات الطارئة التي تتناوب عليه يصاب بمرض الطغيان وجهل ربّه. فإذا عطش، قال: ربِّ اسقني. وإذا جاع، قال: ربِّ أشبعني. وإذا افتقر، قال: ربّ اغنني. وإذا توالت عليه المصائب، جأر إلى الله جلّ وعلا كي يخفف عنه. وعلى ذلك؛ فإن الحكمة من وراء إصابة الإنسان بتلك الحالات الطارئة والمتطورة هي الارتفاع بهذا المخلوق إلى مستوى معرفة خالقه جلّ شأنه.

ولقد قال الصادق عليه السلام: إن جبرائيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فخيّره، وأشار عليه بالتواضع، وكان له ناصحاً، فكان رسول الله صلى الله عليه وآله يأكل أكلة العبد، ويجلس جلسة العبد تواضعاً لله تبارك وتعالى، ثم أتاه- جبرئيل- عند الموت بمفاتيح خزائن الدنيا فقال: هذه مفاتيح خزائن الدنيا بعث بها إليك ربّك ليكون لك ما أقلّت الأرض، من غير أن ينقصك شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: في الرفيق الأعلى. [1]


[1] بحار الأنوار، ج 16، ص 267.

اسم الکتاب : الإسلام حياة افضل المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 25
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست