فقال له العباس: لعنك الله، ولعن أمانك. تؤمننا وابن رسول الله لا أمان له، وتأمرنا ان ندخل في طاعة اللعناء [1] واولاد اللعناء؟
فرجع الشمر مغضبا.
انظروا الى يقين العباس، ذلك اليقين الذي وصفه به الامام الصادق- عليه السلام- حيث قال:"
كان عمنا العباس بن علي نافذ البصيرة، صلب الايمان، جاهد مع أبي عبد الله، وأبلى بلاءا حسنا، ومضى شهيدا
". [2]
فالعباس- عليه السلام- كان يعرف ان الزمن يطوى بسرعة، وان الحياة لا تبقى لاحد، وان الابدان قد خلقت للموت، فلم البخل بها عن الشهادة وهي ارفع وسام، وقد قال
[1] المصدر ص 193 عن كتاب: تذكرة الخواص ص 142، وكتاب: اعلام الورى ص 120.
[2] المصدر ص 208