ان هذه المرأة كانت تحب ابناءها أشد الحب كأي امرأة مؤمنة، ولكنها كانت أشد حبا لله ولامامها الحسين- عليه السلام- وهكذا تفتديه باولادها. هذه الأم وذلك الأب ربيا معا العباس منذ نعومة اظفاره، وذلك لتحقيق تلك المسؤولية، ألا وهي الدفاع عن الحسين- عليه السلام-.
واذا كانت واقعة الطف مقدرة معروفة في بيت الرسالة، فلابد ان تكون أم البنين ممن تعرف عنها شيئا. فتعرف- مثلا- ان العباس سيكون نصير الحسين الأول، ولابد ان ارهاصات كانت تبدر في الافق تدلها على ذلك، وهي تلك المرأة الحكيمة الشجاعة فتعد أبناءها لها.
من ذلك- مثلا- ما ذكره البعض من ان أم البنين رأت أمير المؤمنين- عليه السلام- في بعض الايام قد أجلس أبا الفضل- عليه السلام- في حجره، وشمر عن ساعديه، وقبلها وبكى، فتعجبت وسألت زوجها الامام عن سبب بكاءه؟