responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام المهدي( عج) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 108

من العدل أن تتكدس المقدرات في يد مجموعة صغيرة من الناس تمكّنهم من السيطرة على حقوق الآخرين وأرزاقهم، بل وحتى على كراماتهم وأعراضهم وحرماتهم؛ وليس من الإنصاف أيضاً أن تتخذ هذه الشرذمة لنفسها مقاعد في القصور الضخمة لتخطط بروح شيطانية للملايين من البشر ثم تنبري مدّعية ظلماً وعدواناً أن هؤلاء ليسوا ببشر، فتنظر إليهم على أنهم مجرد بهائم خلقت لتكون وسائل لخدمتهم بما يعزّز قوتهم وكيانهم، ويزيدهم جبروتاً وطغياناً.

والله سبحانه وتعالى إنما خلق الإنسان ليرحمه لا ليعذبه، كما يشير إلى ذلك في قوله: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا، والرسول إنما هو رحمة للناس والعالمين، ولذلك فإن الإنسان خُلق للرحمة لا للعذاب، وفي ذلك يقول عز من قائل: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ* إِلَّا مَن رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ. فالله جل وعلا هو الرحمان الرحيم، وآثار رحمته شاخصة في كل أرجاء الكون.

لماذا البؤس والحرمان؟

وإذا كان الأمر كذلك؛ فلماذا نجد الغالبية العظمى من البشرية تعيش البؤس والحرمان، وتعاني الويلات وأنواع الاضطهاد والظلم؟ ولماذا أصبحت مصادر الثورة الهائلة والأموال الطائلة وأسباب القوة والهيمنة وقفاً على أناس معدودين دون غيرهم، بينما يسرح القسم الأكبر من البشرية المعذبة في غياهب الجهل والفقر وظلمات التخلف والانحطاط، تسحقها عجلات ماكنة التقدم التكنلوجي التي يأخذ بمقودها أولئك المترفون الذين

اسم الکتاب : الإمام المهدي( عج) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست