responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 93

والملاحظ في هذا المجال ان كل الطغاة عبر التأريخ يرفضون الحديث عن البراءة. فلا بأس ان تتحدث عن الصدق والوفاء وصلة الرحم والصلاة والزكاة .. ولكن اياك ان تتحدث عن الشرك، والرشوة، والفساد، والانحراف، والمنكر.

ترى لماذا تبدأ كلمة التوحيد بالرفض وتنتهي بالاثبات" لا اله الا الله"، ولماذا يغفر الله تعالى كل ذنب ولكنه لا يغفر الشرك به، ولماذا يعد الشرك ظلما عظيما، ولماذا كانت معركة الانبياء عبر التأريخ مع الشرك والمشركين الذين كانوا يتخذون مع الله آلهة، ومن دونه اولياء؟؟

السبب في كل ذلك هو ان المنزلق الاكبر للبشرية انما هو منزلق ان لا يرفضوا الله تعالى، ولكنهم يشركون به في نفس الوقت. فكل شيء يشهد على وجود الله، ولكن الناس يريدون عادة ان يعبدوا مع الله غيره، وان يتخذوا مخلوقاته أولياء من دونه سواء كانوا حجرا أم بشرا أم مناهج.

فالمشكلة هي ان الانسان يريد ان يعبد الله تعالى عندما تكون له مصلحة في ذلك، فتراه يعبد الله حينا ويخضع للطاغوت حينا. فالمنزلق الخطير الذي يوقع الشيطان الانسان فيه هو هذا المنزلق؛ فلا بأس ان يصلي من الليل الى الصباح، ولكن اذا تعين عليه ان يطبق قوله سبحانه: (يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) (النساء/ 135)؛ أن يقوم لله، ويشهد بالقسط، وينكر المنكر، ويقاوم الطاغوت، ويرفض الانحراف، فحينئذ تبدأ الصعوبة. فالذي يقوم أمام سلطان جائر وينكر عليه فساده وانحرافه، فان هذا السلطان لن يسكت عنه. ولذلك كان

اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 93
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست