اسم الکتاب : الإمام الحسين(ع) قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 159
بكرمك، إلهي وصَفْتَ نفسكَ باللطفِ والرأفة لي قبل وجودِ ضَعفي، أفتمنعُني منُهما بعد وَجودِ ضَعفي، إلهي إن ظَهَرتِ المحاسنُ منّي فبفضلكَ ولك المِنّةُ عليَّ؛ وإنْ ظهرت المساوئ منّي فبعدلِكَ ولك الحجّةُ عليَّ، إلهي كيف تَكِلُني وقد تكفّلتَ لي، وكيف أُضامُ وأنت الناصرُ لي، أم كيف أخيبُ وأنت الحفيُّ بي ..." [1]
وفي عشيّة يوم تاسوعاء؛ حينما زحف الجيش الأموي الظالم على مخيم الإمام أبي عبد الله عليه السلام، وبلغ ذلك الإمام، طلب إلى أخيه أبي الفضل العباس عليه السلام أن يسأل العدو المهلة حتى يجدّد وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين العهد بالقرآن الكريم ويقضوا ليلتهم الأخيرة بإقامة الصلاة وقراءة الدعاء.
وقد وصف الأعداء- قبل الأصدقاء- أنّهم كانوا يسمعون من مخيم الإمام الحسين وأصحابه دويّاً كدوّي النحل من شدّة التضرع والعبادة والدعاء.
وحتى خلال اللّحظات الأخيرة؛ حيث كان نزف الدم قد أخذ من الإمام الحسين عليه السلام كلّ مأخذ، لم يغفل سيّد الشهداء عن ذكر الله طرفة عين، فقال إذ ذاك: