responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68

أن المرأة القويّة تستطيع ان تأخذ حقها من الرجل، وان لا تدعه يغتصب هذا الحق منها. فالإسلام لا يوصي الرجل باحترام المرأة فحسب، ولا يوصي المجتمع باعطائها المنزلة اللائقة بها، ولا يكتفي بأن يأمر الرجل باحترام والدته، بل انه يمنح قبل ذلك المرأة القدرة والهيبة والصلابة والإرادة القوية لكي تأخذ حقها من الرجل. وهذا هو المهم.

فالإسلام يجعل الإنسان مؤمناً بقواه وقدراته، واثقاً من نفسه، وذلك من خلال طرح القدوات الصالحة أمامه، والتي تجعله يؤمن بقدراته. ففي التأريخ نرى أن الأنبياء عليهم السلام كانوا من البشر، وهذه الظاهرة تدفعنا الى التساؤل: لماذا لم يبعث الله تبارك وتعالى أنبياءه من الملائكة؟ ولماذا يؤكد تعالى على أن النبيّ لابد أن يكون من البشر؟

إنما لكي يكون قدوة، ولذلك تأتي الآيات القرآنية الكريمة مؤكدة هذه الحقيقة، كقوله تعالى: قُلْ إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إلَيَ (الكهف/ 110).

وهذا التأكيد المتوالي دليل على أن بشرية الرسول هي قضية مقصودة، والسر في ذلك هو لكي يتغلب الإنسان على أهواء نفسه من خلال الاقتداء بالصديقين والأولياء والصالحين، الذين تغلبوا على طبيعتهم البشرية وما فيها من عناصر وعوامل الضعف، فاقتحموا العقبات وقاوموا المشاكل واستسهلوا الصعاب وضحّوا بأنفسهم .. وعندما يرى الإنسان كل ذلك، تنبعث في نفسه الشجاعة والإرادة القوية.

وفاطمة الزهراء عليها السلام هي قدوة المرأة. هذه القدوة التي تدفعها الى ان تناهض أولئك الذين يريدون اغتصاب حقوقها، والاعتداء على

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست