responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54

ولكننا نرى الزهراء سلام الله عليها تجيب عن التساؤل عما هو خير للمرأة، فتقول:" خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يرونهن" [1] أي أن على المرأة أن تصون كرامتها وعزتها بما استطاعت من العفاف.

لا شك في أن أعظم دورٍ وأفضل نشاط تقوم به المرأة بحيث ينسجم وطبيعتها التكوينية والنفسية، هو ما تؤدّيه في محيط بيتها وأسرتها. يشاطرنا في ذلك كل منصف لم يتأثر بأبواق الدعاية المفسدة، ولم ينجرف مع التيارات المنحرفة التي تريد للمرأة الضياع في عوالم الانحلال والفساد.

ويعتقد الكثير منّا أن الرجل هو الخيمة، وهذا هو ظاهر الأمر، ولكنني اعتقد بأن المرأة هي عمود هذه الخيمة، وهي المحور الذي تلتفّ حوله الأسرة وينجذب نحوه أعضاؤها. فالمرأة- على هذا الأساس- تمثل مركز انسجام الأسرة، بينما الرجل يأخذ منصب الراعي والحامي والمدبّر والمسؤول عن توفير ضرورات العيش والاستمرار.

وإذا كان ليس خافياً تأثير الأم على أولادها من حيث التربية والرعاية العاطفية والتنمية الإنسانية، فإنه لابد من الإشارة إلى قضية لا تقل أهمية عن ذلك، وهي تاثير الأمّ على جنينها الذي هو في بطنها، وقد فصّل العلم الحديث مصداقية قول الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال:" السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقى في بطن أمه" [2] نظراً إلى ما تتركه الأم من آثار لا تنكر على جنينها، وهو خاضع بصورة


[1] فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى عن حلية الأولياء، ج 2، ص 41.

[2] ميزان الحكمة، ج 5، ص 129.

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 54
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست